مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٥٠
عن بني هاشم، وبالذات عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، ويتصدون لملاحقته ومتابعته في جميع تفاصيله وجزئياته.
وقد رأوا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في مختلف المواقع والمواضع لا يزال يهتف باسمه، ويؤكد على إمامته، ولم يكن في مصلحتهم أن يعلن بذلك أمام تلك الجموع الغفيرة، التي جاءت للحج من جميع الأقطار والأمصار ولأجل ذلك فقد بادروا إلى التشويش والاخلال بالنظام.
قريش بالذات هي التي قصدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منزله بعد هذا الموقف مباشرة لتستوضح منه ماذا يكون بعد هؤلاء الأئمة، فكان الجواب ثم يكون الهرج. والصحيح: (الفرج)، كما رواه الخزاز (85).
وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله: أن مجرد التلميح لهذا الأمر، قد دفعهم إلى هذا المستوى من الإسفاف والاسراف في التحدي لإرادة الله سبحانه، ولشخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دون أن يمنعهم من ذلك شرف المكان، ولا خصوصية الزمان، ولا قداسة المتكلم، وشأنه، وكرامته.
فكيف لو أنه صلى الله عليه وآله صرح بذلك وجهر باسمه عليه الصلاة والسلام، فقد يصدر منهم ما هو أمر وأدهى، وأقبح وأشد خطرا على الإسلام وعلى مستقبله بصورة عامة.
التدخل الإلهي:
ثم جاء التهديد الإلهي لهم، فحسم الموقف، وأبرم الأمر، وظهر لهم أنهم عاجزون عن الوقوف في وجه إرادة الله، القاضية بلزوم إقامة الحجة على الناس كافة، بالأسلوب الذي يريده الله ويرتضيه، وأدركوا: أن استمرارهم في المواجهة السافرة قد يؤدي بهم إلى حرب حقيقية، فيما بينهم وبين الله ورسوله، وبصورة علنية ومكشوفة،

(٨٥) راجع: كفاية الأثر: ٥٢، ويقارن ذلك مع ما في إحقاق الحق (الملحقات) وغيبة النعماني. وغيرها.. فإنهم صرحوا بأن قريشا هي التي أتته..
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست