أما هؤلاء، الذين كانوا يظهرون خلاف ما يبطنون، ويسرون غير ما يعلنون، فقد كان لم لا بد من كشف زيفهم وإظهار خداعهم، بصورة أو بأخرى.
وقد رأينا: كيف أن هؤلاء الذين كانوا يتبركون بفضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحتى ببصاقه، ونخامته، وو... ويدعون الحرص على امتثال أوامر الله سبحانه، بتوقيره، وبعدم رفع أصواتهم فوق موته (84) وبالتأدب معه، وبأن لا يقدموا بين يدي الله ورسوله وو...
لقد رأينا: أن هؤلاء بمجرد إحساسهم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم يريد الحديث عن الأئمة الاثني عشر، وبيان مواصفاتهم، وتحديدهم بصورة أدق، وأوفى وأتم.. قد علا ضجيجهم، وزاد صخبهم، وعلى حد تعبير الروايات:
" ثم لغط القوم وتكلموا.
أو " وضج الناس ".
أو " فقال كلمة أصمينها الناس ".
أو " فصرخ الناس: فلم أسمع ما قال ".
أو " فكبر الناس، وضجوا ".
أو " فجعل الناس يقومون، ويقعدون ".
قريش.. وخلافة بني هاشم:
وقد تقدم: أن قريشا ومن هم على رأيها، هم الذين كانوا يخططون لصرف الأمر