مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٤٩
أما هؤلاء، الذين كانوا يظهرون خلاف ما يبطنون، ويسرون غير ما يعلنون، فقد كان لم لا بد من كشف زيفهم وإظهار خداعهم، بصورة أو بأخرى.
وقد رأينا: كيف أن هؤلاء الذين كانوا يتبركون بفضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحتى ببصاقه، ونخامته، وو... ويدعون الحرص على امتثال أوامر الله سبحانه، بتوقيره، وبعدم رفع أصواتهم فوق موته (84) وبالتأدب معه، وبأن لا يقدموا بين يدي الله ورسوله وو...
لقد رأينا: أن هؤلاء بمجرد إحساسهم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم يريد الحديث عن الأئمة الاثني عشر، وبيان مواصفاتهم، وتحديدهم بصورة أدق، وأوفى وأتم.. قد علا ضجيجهم، وزاد صخبهم، وعلى حد تعبير الروايات:
" ثم لغط القوم وتكلموا.
أو " وضج الناس ".
أو " فقال كلمة أصمينها الناس ".
أو " فصرخ الناس: فلم أسمع ما قال ".
أو " فكبر الناس، وضجوا ".
أو " فجعل الناس يقومون، ويقعدون ".
قريش.. وخلافة بني هاشم:
وقد تقدم: أن قريشا ومن هم على رأيها، هم الذين كانوا يخططون لصرف الأمر

(٨٤) راجع سورة الحجرات: ١ و ٢.
وقد ورد أن هذه الآيات نزلت حينما حصل اختلاف فما بين أبي بكر وبين عمر حول تأمير بعض الأشخاص من قبل النبي، فأصر أحدهما على شخص وأصر الآخر على آخر، حتى ارتفعت أصواتهما.
راجع الدر المنثور ٦ / ٨٣ - ٨٤ عن البخاري وابن المنذر وابن مردويه، وأسباب النزول: ٢١٨ وصحيح البخاري ٣ / ٢ ٢ ١، والجامع الصحيح ٥ / ٣٨٧، وتفسير القرآن العظيم ٤ / ٢٠٥ - ٢٠٦، ولباب التأويل ٤ / ١٦٤، وفتح القدير ٥ / ٦١، والجامع لأحكام القرآن ٣٠٠ / ١٦ - ١ ٠ ٣، وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) 26 / 72.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست