مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٤٣
فرقا من الناس أو: لمكان الناس (65).
هذا غيض من فيض مما يدل على دور المتآمرين من قريش، ومن يدور في فلكها، في صرف الأمر عنه عليه السلام، وتصميمها على ذلك، لأسباب أشير إلى بعضها فيما نقلناه من كلمات ونصوص.
وهذا يفسر لنا السر فيما صدر منهم من صخب وضجيج، حين أراد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم النص على الأئمة الاثني عشر، في حجة الوداع، كما سنرى.
الصخب، والغضب:
لقد ذكرت الروايات الصحيحة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد خطب الناس في حجة الوداع: في عرفة، فلما أراد أن يتحدث في أمر الإمامة وذكر حديث الثقلين (66)، ثم ذكر عدد الأئمة، وأنهم اثنا عشر، واجهته فئات من الناس بالضجيج والفوضى، إلى حد أنه لم يتمكن من إيصال كلامه إلى الناس.
وقد صرح بعدم التمكن من سماع كلامه كل من: أنس، وعبد الملك بن عمير، وعمر بن الخطاب، وأبن جحيفة، وجابر بن سمرة (67) - ولكن رواية هذا الأخير، كانت أكثر وضوحا، ويبدو أنه قد روى ذلك مرات عديدة، فرويت عنه بأكثر من طريق.
فنحن نختار بعض نصوصها خاصة - ولا سيما ما ورد منها في الصحاح والكتب المعتبرة: فنقول:
1 - في مسند أحمد حدثنا عبد الله، حدثني أبو الربيع الزهراني، سليمان بن داود، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، قالوا: حدثنا حماد ابن زيد، ثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرفات - وقال المقدمي في حديثه:

(٦٥) تفسير العياشي ١ / ٣٣٢، وتفسير البرهان ١ / ٤٨٩.
(٦٦) راجع: حديث الثقلين، للوشنوي: ١٣ وما ذكره من مصادر.
(٦٧) راجع: كفاية الأثر، للخزار وراجع أيضا: إحقاق الحق (الملحقات) ج 13 وغير ذلك.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست