مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٩٤
وأنشدني علي بن إبراهيم (٦١) قال: أملى علينا ثعلب (٦٢) أبيات بعض اللصوص، وفيما يقول:
فلليل إن واراني الليل حكمه * وللشمس إن غابت علي تدور وقال آخر:
ولم أر مثل الليل أمضى لهمة * ولا مثل حد السيف للمرء ناهيا ولم أر مثل الليل لم يعطه الرضى * ذر الحاج حتى يصبح الليل ماضيا وقال الله جل ثناؤه لنبيه موسى عليه السلام: ﴿فاسر بأهلك بقطع من الليل﴾ (63). وقال لنبينا صلى الله عليه وسلم: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) (64).
قالوا: وفي الليل ينجو الهارب، ويدرك الطالب، وفيه تظهر شجاعة الشجاع، وجبن الجبان.
وينشد لبعض الفتاك:
أنا ابن الخيل والليل * فحلال ورحال

(٦١) علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان القزويني، أبو الحسن، أديب فاضل ومحدث حافظ، عالم بجميع العلوم والتفسير والنحو واللغة والفقه القديم، لقي وثعلبا وابن أبي الدنيا، وسمع منه جمع كثير من القدماء، ولد سنة ٢٥٤ ه‍، وتوفي سنة ٣٤٥ ه‍.
" معجم الأدباء ١٢: ٢٢٠، تذكرة الحفاظ ٣: ٨٥٦، العبر ٢: ٧٠، طبقات المفسرين للداودي ١: ٣٨٨ / ٣٣٣ ".
(٦٢) أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار، الشيباني بالولاء، أبو العباس، المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، كان رواية للشعر، محدثا مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة، ولد سنة ٢٠٠ ه‍، له كتب عديدة، أصيب في أواخر أيامه بصمم فصدمته فرس فسقط في هوة فتوفي على الأثر في بغداد سنة ٢٩١ هجرية.
" تاريخ بغداد ٥: ٢٠٤ / ٢٦٨١، إنباه الرواة ١: ١٧٣ / ٨٦، العبر ١: ٠٢٤، شذرات الذهب ٢:
٢٠٧، وفيات الأعيان ١: ١٠٢، الأعلام!: ٢٦٧ ".
(٦٣) هود ١١: 81. (64) الإسرار 17: 1.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست