المتشكل ثانيا من الأجزاء السابقة البالية بأمر الخالق البارئ المصور للزم أن يكون في القيامة الكبرى لكل بدن نفسان ناطقتان مدركتان وهذا مسلم البطلان.
والجواب عن هذه الشبهة - أن كل بدن على حسب الخلقة الأولية لا يكون قابلا إلا لتعلق نفس خاصة وفعلية وحدانية مخصوصة به، فإذا تم البدن المتلاشي وكمل أعضائه يتعلق به تلك النفس الأولية التي لها علاقة تامة تكوينية وسنخية خاصة، كما أن في مورد آدم على نبينا وآله وعليه أفضل السلام بعدما تمت خلقته وكملت أعضائه أمر بنفخ الروح وتعلق نفسه المقدسة الكاملة المخصوصة اللاهوتية اللائقة لمقام الخلافة عنه تعالى به، فبعد كمال البدن الخاص وحصول - الاستعداد للحياة بحكم السنخية الخاصة التامة والعلاقة الكاملة - السابقة وعدم وجود المانع والرادع، بل وجود الباعث الآمر بمقتضى " ثم أنشأناه خلقا أخر " ينجذب نفسه الأولية إليه ويتعلق به و يرتبط به ربطا تاما بالطبع لأنه قالبها الأصلي ومركبها القبلي، كما أن في عالم النوم يحصل لها انقطاع ثم تعود إليه لو لم يقض عليه الموت " والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى " (1).
وروى الطبرسي في الاحتجاج، عن هشام بن الحكم أنه قال - الزنديق للصادق عليه السلام أنى للروح بالبعث والبدن قد بلى والأعضاء قد تفرقت فعضو في بلدة تأكله سباعها وعضو بأخرى تمزقه هوامها وعضو قد صار ترابا بني به مع الطين حائط!؟ فقال عليه السلام: الذي أنشأه من غير شئ وصوره على غير مثال كان سبق إليه قادر أن يعيده