وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبة له: " لم يخلق الأشياء من أصول أزلية، ولا من أوائل كانت قبله (أي قبل خلق الأشياء) بدية، بل خلق ما خلق، وأتقن خلقه، وصور ما صور، فأحسن صورته " (1) بل المراد من هذه الأصول، والفروع الموجودة بعدها:
أنه تعالى، أوجد في العالم السفلي، ما يشابه ويماثل في الماهية، لما أوجده في العالم الأعلى، كما في القرآن " وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم " (2) وليس المراد من هذه الخزائن، أن هذا الشيء مع أمثاله بهذه الكيفية، موجود في عالم الفوق، كما هو واضح، بل المراد منها: أن هذا الشئ وغيره موجود في ذلك العالم بصورة أخرى، إذا تنزلت - أي وجدت في هذا العالم - يصير ذلك الشئ كالكلي المنطقي مع أفراده، وخاتم ينطبع منه أمثال ما هو منقوش فيه، في محال من القراطيس، وغيرها، وهو على حاله، وفي مكانه، وتلك
____________________
(1) أورده المجلسي قده في بحار الأنوار (كتاب التوحيد) باب جوامع التوحيد، نقلا عن كتاب التوحيد للصدوق.
(2) سورة الحجر آية 21.
(2) سورة الحجر آية 21.