طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٤
النبي (صلى الله عليه وآله) خلفه، فلو كن داخلات أو يستحقن الدخول لما احتجن إلى الإذن، حتى ورد عن أم سلمة قولها: يا رسول الله ألست من أهلك؟
قال: " إنك لعلى خير ". ولم يدخلني معهم (1).
هذا كله بغض النظر عن منع النبي (صلى الله عليه وآله) لهن من ذلك كما تقدم صريحا فلا تغفل.
سابعا: تصريح أم سلمة وغيرها أن آية التطهير نزلت في خمسة، فلو كن نساء النبي (صلى الله عليه وآله) داخلات تحت الآية لأشارت أم سلمة لذلك، بل على العكس نجدها تعترف أن الآية نزلت في خمسة، وهي على الباب أو خارجه، فهي لم تكن داخل البيت (2).
وفي بعض الروايات: فقالت أم سلمة: وأنا؟
قال (صلى الله عليه وآله): " وأنت إلى خير، إنما أنزلت في وفي أخي علي وفي ابنتي فاطمة وفي ابني الحسن والحسين وفي تسعة من ولد الحسين خاصة، فليس فيها معنا أحد غيرنا " (3).
ثامنا: أن الآية إما تكون رافعة للرجس وإما دافعة كما يأتي:
فإذا كانت رافعة للرجس خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) منها إجماعا، لأنه يكون معنى الآية وجود الرجس وقد قام الله تعالى برفعه عنهم، وهو خلاف المشهور.
وإذا كانت دافعة للرجس - أي أن الله منع الرجس أن يأتي على أهل البيت (عليهم السلام) - خرج النساء، لبداهة عدم ارتفاع الرجس عنهن، فكان بعضهن يتلبسن بالمعصية كما تقدم مفصلا.

١ - شواهد التنزيل: ٢ / ٦٢ ح ٦٨٣.
٢ - المعجم الكبير: ٣ / ٥٦ ترجمة الحسن بقية أخباره ح ٢٦٧٣ و ٢٣ / ٣٢٧ ترجمة أم سلمة ما روى حكيم بن سعد عنها، وشواهد التنزيل: ٢ / ٤١ ح ٦٦١، و ١٢٣ ح ٧٥٦، و ١٠٢ ح ٧٣١، و ١٣٠ ح ٧٦١ ، و ١٣٥ ح ٧٦٨، ومناقب ابن المغازلي: ٣٠٤ ح ٣٤٩ ط. النجف و ١٩٠ ط. بيروت، ومشكل الآثار: ١ / ٣٣٣ ط. دكن ١٣٣٣، والدر المنثور: ٥ / ١٩٨ سطر ٣٤، وتفسير الطبري: ٣٢ / ٥ ط. مصر ١٣٢٣، وذخائر العقبى: ٢٤، ومجمع الزوائد: ٩ / ١٦٦ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:
٩
/ ٢٦١ ح ١٤٩٦٩، ونور الأبصار: ١٢٤ ط. الهند و ٢٢٦ ط. قم مناقب الحسنين، وكفاية الطالب:
٣٧٦ باب ١٠٠.
٣ - ينابيع المودة: ١ / ١١٥ ط. اسلامبول و ١٣٦ ط. النجف - الباب ٣٨، وغيبة النعماني: ٤٧ الباب الرابع، وتفسير نور الثقلين: ٤ / ٢٧٢ ح ٩٢، وعبقات الأنوار: ٣ / ٥٠٤ حديث الولاية.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»