طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٨٩
* وقال ابن حجر الهيثمي بعد ذكر الروايات في ذلك: إن له إطلاقين: إطلاقا بالمعنى الأعم، وهو ما يشتمل جميع الآل تارة والزوجات أخرى، ومن صدق في ولائه ومحبته أخرى.
وإطلاقا بالمعنى الأخص وهم من ذكروا في خبر مسلم - رسول الله وعلي وفاطمة والحسنين (1).
وقال الآلوسي: فلأهل البيت إطلاقان يدخل في أحدهما (بالمعنى العام) النساء ولا يدخل في الآخر (2).
* أقول: ويؤيده ما أخرجه البغوي عن أسامة قول العباس للنبي: يا رسول الله جئناك نسألك أي أهلك أحب إليك؟
قال: " فاطمة بنت محمد ".
قالا: ما جئناك نسألك عن أهلك.
قال: " أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه: أسامة " (3).
فللأهل إطلاقان: الأول مختص بفئة خاصة، والثاني لمن سكن بيته وكان يعوله.
وبذلك يكونون جميعا في حكم أهل البيت تشبيها لا حقيقة، شبهوا بأهل البيت إما لكونه (صلى الله عليه وآله) يعولهم، وإما لسكنهم في بيته، وإما لصدق ولائهم وأخلاقهم وطهارتهم وسيرتهم القريبة من أهل البيت (عليهم السلام).
لذا أخرج أحمد والطبراني قول النبي لثوبان عندما سأله: من أهل البيت أنا؟ فسكت حتى كرره ثلاثا قال (صلى الله عليه وسلم): " نعم، ما لم تقم على باب غيره أو تأتي أميرا تسأله " (4).
فأدخله في الآل لا لأنه في مرتبتهم، بل للاقتداء بهم، لذا لم يجبه في المرة الأولى للتأكيد

١ - الصواعق المحرقة: ٢٢٩ ط. مصر، وط. بيروت: ٣٤٣ باب وصية النبي (صلى الله عليه وآله) بهم من الخاتمة.
٢ - تفسير روح المعاني: ١٢ / ٢٣ مورد آية التطهير.
٣ - مصابيح السنة: ٤ / ١٩٨ ح ٤٨٤١ مناقب أهل بيت النبي.
٤ - المعجم الأوسط: ٣ / 289 ح 2628.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»