طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٦
وعن أبي جعفر والحسن العسكري (عليهما السلام) قال: " فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا " (1).
وعن أبي الحمراء وعلي أن ذلك كل غداة (2).
وعن أنس وأبي الحمراء: أن ذلك كان كل فجر (3).
إن قيل: اختلاف الأخبار في مدة تلاوة الآية يشعر ببطلانها، وإن صحت فهو ذم لهم لكشفه عن نومهم عن صلاة الصبح.
قلنا: الروايات غير متعارضة، بل كل روى ما شاهد، وعلى حسب تواجده في المدينة، أو على حسب مواظبته على الصلاة وحضوره في المسجد.
لذا نجد أن أبا الحمراء يقول: " كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجئ كل صلاة فيضع يده بجنبتي الباب قال: أما تسعة فقد حفظنا، وأنا أشك في شهرين " (4).
وأما مسألة نومهم عن صلاة الصبح، فإن من تتبع سيرة علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، ومواظبتهم على صلاة الفريضة والنافلة يدرك بطلانه.
كيف؟ وعلي الذي لم يترك صلاته وتسبيح الزهراء حتى يوم صفين (5)، وفاطمة التي كانت تتورم قدماها من صلاة الليل، والحسن الذي كان يحج ماشيا، والحسين الذي ما ترك صلاته لا ليلة عاشوراء ولا يومها، وبني أمية ترميه بالسهام.

١ - تفسير القمي: ٢ / ٦٧ ذيل سورة طه، وبحار الأنوار: ٣٥ / ٢٠٧.
٢ - بحار الأنوار: ٣٥ / ٢٠٨ - ٢٢٣.
٣ - المطالب العالية: ٣ / ٣٦٠ ح ٣٧٠٥، وفتح القدير: ٤ / ٢٨٠ مورد الآية، وشواهد التنزيل ٢ / ٧٤ - ٨٣ ح ٦٩٤ - ٧٠٣.
٤ - تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب: ٢ / ٥٩٥ رقم ٩٨٥ الفصل الثالث.
٥ - وهو من الأحاديث المستفيضة ذكره أكثر الحفاظ في كتاب الذكر والتسبيح وبعضهم في كتاب المناقب.
راجع المصنف لابن أبي شيبة: 6 / 33 ح 29254.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»