طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٨٧
لذا عرفت الولاية التكوينية بأنها:
" ولاية التصرف في الأمور التكوينية إبداعا أو تبديلا من حقيقة إلى أخرى، أو من صورة إلى غيرها، بغير أسباب طبيعية متعارفة، مع علم المتصرف بكل تفاصيل المتصرف فيه وأسبابه، من غير تحد ونبوة، بحيث تكون اختياراتها بيد المتصرف من هذه الجهات " (1).
ومن هنا يتضح معنى الإرادة التكوينية لله تعالى وأنها ما استتبعت الفعل، أما الإرادة التشريعية فهي الإرادة المحضة التي لا يتبعها الفعل.
* اختلاف معنى الآية باختلاف الإرادة:
ويختلف المعنى في آية التطهير باختلاف تفسير الإرادة، فإنه على كون الإرادة في الآية تشريعية يكون الله تعالى يعطي أهل البيت (عليهم السلام) الطهارة والعصمة بعد طاعتهم لله وجزاء لعبادتهم التي تكون باختيارهم ورغبتهم وفعلهم.
فيكون المعنى (أمركم الله باجتناب المعاصي يا أهل البيت (عليهم السلام)).
أما على كونها تكوينية، فالله يضفي التطهير والتقديس والعصمة ابتداء وبلا سابق فعل، بل لعلمه بحالهم (عليهم السلام) وأحوالهم وأنهم يطيعونه متى أراد وشاء، وأنهم لا يريدون إلا ما أراد سبحانه، ولا يشاؤون إلا أن يشاء الله تعالى (2).
فيكون المعنى في قوة قولك (إنما أذهب الله عنكم الرجس وطهركم يا أهل البيت (عليهم السلام)).

1 - كما تقدم مفصلا في الكتاب الأول.
2 - وقد تقدم في الكتاب الأول أحاديث ذلك مفصلا.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»