طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٢
الأقوال في كون الإرادة تكوينية * الأقوال في كون الإرادة تكوينية قال الشيخ الطبرسي: فلا تخلو الإرادة في الآية أن تكون هي الإرادة المحضة.
أو الإرادة التي يتبعها التطهير وإذهاب الرجس.
ولا يجوز الوجه الأول، لأن الله تعالى قد أراد من كل مكلف هذه الإرادة المطلقة، فلا اختصاص لها بأهل البيت (عليهم السلام) دون سائر الخلق.
ولأن هذا القول يقتضي المدح والتعظيم لهم بغير شك وشبهة في الإرادة المجردة، فثبت الوجه الثاني.
وفي ثبوته ثبوت عصمة المعنيين بالآية من جميع القبائح، وقد علمنا أن من عدا من ذكرناه من أهل البيت غير مقطوع على عصمته، فثبت أن الآية مختصة بهم لبطلان تعلقها بغيرهم (عليهم السلام) (1).
* وللعلامة الطباطبائي كلام مشابه زاد عليه استشهاده للوجه الأول بقوله تعالى: * (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد الله ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) *.
وقال: ويكون المراد بالإرادة أيضا غير الإرادة التشريعية، لما عرفت أن الإرادة التشريعية التي هي توجه التكاليف إلى المكلف لا تلائم المقام أصلا.
والمعنى: أن الله سبحانه تستمر إرادته أن يخصكم بموهبة العصمة بإذهاب الاعتقاد الباطل وأثر العمل السيئ عنكم أهل البيت، وإيراد ما يزيل أثر ذلك عليكم وهي العصمة (2).

١ - مجمع البيان: ٨ / ٥٦٠ مورد الآية.
٢ - تفسير الميزان: ١٦ / 310 - 313 مورد الآية.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»