طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٠
بين الإرادتين كون الفعل والمراد في الإرادة التكوينية يتعلق بنفس المريد لا غير.
أما في التشريعية فإنه يتعلق بفعل الغير.
وعليه ففي الآية الفعل والمراد - وهو إذهاب الرجس والتطهير - متعلق بنفس الله تعالى لا بغيره * (يريد الله ليذهب) * فالله سبحانه هو الذي يذهب الرجس عنهم ويطهر أهل البيت (عليهم السلام).
فيتعين كون الإرادة تكوينية.
* الدليل الرابع:
أن يقال إن أدعية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) قبيل الآية دليل على كون الإرادة تكوينية، ذلك أنها لو كانت الإرادة تشريعية لكان الدعاء التشريعي تحصيل للحاصل، لتضمنه نفس ما تضمنته الإرادة التشريعية.
أما لو كانت الإرادة تكوينية فإن للدعاء هدفا بل عدة أهداف، كما تقدم مفصلا.
بل قد يقال: إن كونها تشريعية فيه رد لدعاء النبي (صلى الله عليه وآله)، حيث أنه صلوات الله عليه وآله طلب من الله تعالى أن يذهب عنهم الرجس ويحليهم بالكرامة والعصمة، ولم يطلب منه تعالى أن يكلفهم بطاعته، وأن يطلب الله منهم أن يطهروا أنفسهم بالطاعات.
وبعبارة أخرى: طلب النبي أمرا تكوينيا لا تشريعيا.
* الدليل الخامس:
إن الآية في مقام المدح كما دلت عليه الروايات المتقدمة والأقوال، والذي يشير إليه تمني عائشة، وأم سلمة التي اعترضت وابنتها على تخصيص النبي لآله (عليهم السلام)، وواثلة الذي قال:
إنها لأرجى ما أرجوه.
وكذلك ما تقدم من احتجاجات الأئمة (عليهم السلام).
كل هذا يشير إلى كون الآية في مقام الامتنان والمدح والتشريف.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»