وفي وسطهم غلام يافع كأنه شمس ضحى تجلت عن غمامة قتماء، فجاء حتى أسند ظهره إلى الكعبة، فاستجار بها ولاذ بإصبعه، وبصبص الأغيلمة حوله.
وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من ها هنا وها هنا حتى لت ولف، وأسحم، وأقتم، وأرعد، وأودق، وانفجر به الوادي، وافعوعم (ونزل الغيث كأفواه القرب)، وبذلك قال أبو طالب شعرا يمدح به النبي (صلى الله عليه وآله):
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل تطوف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل بميزان صدق لا يخس شعيرة * ووزان حق وزنه غير عائل وجاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في المدينة بعد الهجرة فقال: يا رسول الله، وليس لنا صبي