شهداء أهل البيت (ع) مسلم بن عقيل - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٥٩
أوجبت التفاف الجماهير حوله، وتطلعهم إلى حكمه، وأخذ هشام يبغي له الغوائل ويكيد له في غلس الليل وفي وضح النهار، وعهد إلى عامله يوسف بن عمر على يثرب بإشخاصه إليه، ولما شخص إلى دمشق حجبه عنه مبالغة في توهينه والاستهانة به، وقد احتفى به أهل الشام لما رؤوا ما اتصف به من سمو الخلق، وبليغ النطق وقوة الحجة، والتحرج في الدين وبلغ ذلك هشاما فتميز من الغيظ فاستشار بعض مواليه، وطلب منهم الرأي للحط من شأنه وتوهينه أمام أهل الشام فأشاروا عليه أن يأذن للناس إذنا عاما، ويحجب زيدا ثم يأذن له في آخر الناس فإذا دخل عليه وسلم فلا يرد عليه سلامه ولا يأمره بالجلوس، وحسب أن ذلك موجب للحط من شأنه والتوهين بشخصيته وفعل هشام ذلك، فلما دخل زيد وسلم لم يرد عليه سلامه فثار زيد في وجهه - فيما يقول بعض المؤرخين - وخاطبه بعنف قائلا:
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست