سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٨١
هذا من القرآن أما في الروايات فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي) (1) * * * لوط نبي آخر من أنبياء الله تعالى على أرضه، نبي آخر هاجر مع إبراهيم بدينه، هاجر ليرسله الله تعالى إلى قوم محدود ليعالج لهم مشكلة محدودة ألا وهي الشذوذ الجنسي الذي اتصف به ذلك المجتمع وهذه المشكلة التي عالجتها رسالات السماء علاجا استحال على النظريات الأخرى إيجاده، فأعطت السماء للغريزة حقها وللعقل دوره فلم تترك الغريزة تسير الإنسان ولم تكبت تلك الطاقة الكامنة في نفسه، وهذا الكلام ليس محله هنا ولكن القلم جرنا إلى ذلك ونعود ثانيا إلى لوط المرسل إلى تلك الزمرة التي كانت تخالف الفطرة وتسير باتجاه منحرف عن أصل الخلقة الإنسانية، وإلى أولئك الذين يفعلون السيئات ويرتكبون الفواحش والمنكرات * (إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون أني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلف لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون) * (2) فهو رسول الله إلى قومه ليأمرهم بالتقوى والطاعة، بالتقوى حتى يكفوا عن الأفعال

(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»