زعماء مكة - الشيخ نجاح الطائي - الصفحة ١٩
يا أيها الرجل المحول رحله * هلا نزلت بآل عبد مناف هبلتك أمك لو حللت بدارهم * ضمنوك من جوع ومن إقراف عمرو العلى هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف نسبوا إليه الرحلتين كليهما * عند الشتاء ورحلة الأصياف الآخذون العهد في آفاقها * والراحلون لرحلة الإيلاف (1) تولى الزعامة بعد هاشم بن عبد مناف أخيه المطلب بن عبد مناف وكان أصغر من عبد شمس وهاشم وكان ذا شرف في قومه وفضل سيدا مطاعا في قومه، وكانت قريش تسميه الفيض لسماحته، فولي بعد هشام السقاية والرفادة، وهو الذي عقد الحلف لقريش مع النجاشي في متجرها، وخرج مرة لتجارة إلى أرض اليمن وتوفي بردمان من بلاد اليمن (2).
زعامة عبد المطلب لما أراد هاشم الخروج إلى الشام حمل امرأته سلمى بنت عمرو إلى المدينة لتكون عند أبيها وأهلها وكان معه ابنه (شيبة). فلما توفي هاشم في سفره. أقامت بالمدينة مع ابنها. واتفق أن مر رجل من تهامة بالمدينة فرأى غلمان يتناضلون فإذا غلام منهم إذا أصاب يقول أنا ابن سيد البطحاء، فقال له الرجل من أنت يا غلام فقال: أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف، وانصرف الرجل حتى قدم مكة فوجد المطلب جالسا في الحجر. فقص الرجل على ما رأى من ابن أخيه فقال المطلب أغفلته أما والله لا أرجع إلى أهلي حتى اكتيه؟؟.
ثم خرج على راحلته حتى أتى بني عدي بن النجار فلما نظر إلى ابن أخيه قال هذا ابن هاشم فأردفه خلفه وعاد به إلى مكة، وقال البعض من غير علم أمه وزعم الآخرون كان بإجازة من أمه.
فلما استقبل أهل مكة المطلب وهم يرحبون به ويحيونه ويقولون من هذا الذي معك. فيجيب هذا عبدي ابتعته بيثرب. وبقيت قريش إذا رأته تقول هذا عبد المطلب. فلج اسمه عبد المطلب وترك شيبة (3). هذه هي قصة اليتيم الثاني بعد قصي وكل كانت له زعامة استثنائية وننتظر اليتيم الثالث في مكة الذي تزعم الإنسانية كلها وإلى الأبد ذلك رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله).
ولما حضر رحيل المطلب إلى اليمن قال لعبد المطلب: أنت يا بن أخي أولى بموضع أبيك فقم بأمر مكة فتوفي المطلب في سفره. فقام عبد المطلب بأمر مكة.

(١) تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٩٥.
(٢) سيرة ابن هشام ١ / ١٤٤، طبقان ابن سعد ١ / ٦٢، اليعقوبي ١ / ٢٩٦.
(٣) تاريخ اليعقوبي ١ / 227، 276، سيرة ابن هشام 1 / 144 - 145.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 » »»