وزوجته هاجر وابنها. أم إنها كانت غير مسكونة، وإنما اتفق مجئ قافلة من جرهم، وفي أثناء مرورهم علموا من نزول الطير وجود ماء في وادي مكة وعثروا على هاجر وابنها في تلك الحال (1).
ثم إنه هناك من يقول أن جرهم اثنان. الأولى أبيدوا على يد القحطانيين والثانية هي التي تولت إدارة مكة بعد أبناء إسماعيل (2).
وعلى كل حال أن جرهم تصاهرت مع إسماعيل وكانوا يتكلمون العربية وأن إسماعيل أخذ منهم اللغة العربية بعد أن عاش بين ظهرانيهم منذ نعومة أظفارهم حتى وفاته.
ثم إنه في أيام إدارة جرهم. لم يكن أحد يقوم بأمر الكعبة غير ولد إسماعيل تعظيما منهم لهم. فقام بأمر الكعبة بعد ثابت أمين ومن بعده يشجب ابن أمين ثم الهميع وبعده أدر الذي عظم شأنه في قومه وجل قدره وأنكر على جرهم أفعالهم.
وهلكت جرهم في عصره (3). على أحد الروايات وفي رواية المسعودي في المروج (4): أن أول ملوك جرهم بمكة. مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هيتي بن نبت بن جرهم بن قطحان.
ثم بعده عمرو بن مضاض. ثم الحارث بن عمر ثم عمر بن الحارث ثم مضاض بن عمر الأصغر. وفي رواية أخرى لليعقوبي (5). أن أول ملوك جرهم مضاض بن عمر ثم الحارث بن مضاض ثم عمر ابن الحارث ثم المفسم بن ظليم ثم الحواس بن جحش بن مضاض ثم عداد بن ضداد بن جندل ثم محص بن عداد. ثم الحارث بن مضاض بن عمر وكان آخر من ملك من جرهم.
دفاع جرهم عن مكة: وقد دخلت جرهم في حروب متعددة دفاعا عن موقعها: فمن ذلك أن الحارث بن مضاض أول من ولي البيت وكان كل من دخل مكة بتجارة عشرها عليه في أعلى مكة. وملك العماليق السميدع بن هوبز بن لاوي بن قيطور بن كركر. وكان يعشر من دخل مكة من ناحيته. وكانت بينهما حروب فتارة تكون على الجرهمين وأخرى لهم. واستقام الأمر لجرهم آخر المطاف (6) وينقل حسين أمين في موسوعة العتبات المقدسة (7). أن في أيام الحارث بن مضاض الجرهمي نشطت حركة بني إسرائيل وزحفوا يريدون مكة من الشمال، فقاتلهم الحارث بن مضاض فهزمهم واستولى على تابوت من الكتب يحملونه