رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١١٦
أمير المؤمنين من غيره من الأئمة.
فمثل هذا اللازم ليس المراد قطعا، وهذه القرينة القطعية تكفي في تعيين المراد، وعدم اعتبار مثل هذه اللوازم بل الظواهر.
إذا أعرضت هذه الأحاديث على أهل الفن وعلى من له أنس بأحاديثهم ومعرفة مذاهبهم لا يعتنى بمثل هذه الاحتمالات كما أنك لا تحتمل إذا سمعت قائلا يقول (رأيت أسدا يرمي) أن مراده من الأسد هو الحيوان المفترس.
وبعد هذه المقدمة نقول: إن ازدياد علم الإمام المعصوم أمر ممكن معقول قد ورد في الأحاديث، ولا شك في أن الأنبياء والأئمة عليهم السلام وإن علموا الأسماء وأن الأئمة عليهم السلام علموا علم ما كان وما يكون (1)

(1) عقد في الكافي بابا بهذا العنوان: (باب أن الأئمة (ع) يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم الشئ كما عقد بابا بهذا العنوان: باب أن الأئمة (ع) يعلمون جميع العلوم التي أخرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (ع) وقال مولانا أمير المؤمنين (ع) على ما في نهج البلاغة (خطبة 175): والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه، وجميع شأنه لفعلت، ولكن أخاف أن تكفروا في برسول الله (ص) ألا وإني مفضية إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه والذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق ما أنطق إلا صادقا وقد عهد إلي ذلك كله وبمهلك من يهلك، ومنجى من ينجو، ومآل هذا الأمر، وما بقي شيئا يمر على رأسي إلا أفرغه في أذني وأفضى به إلي. وقال (ع) (خطبة 1).
فاسئلوني قبل أن تفقدوني فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدى مأة وتضل مأة إلا أنبأتك بناعقها وقاعدها وسائقها ومناخ ركابها، ومحط رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلا ويموت فيها موتا.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست