استشهد وابنه الإمام الجواد عليه السلام في صغر السن لا بد له من تولي الإمامة بعد أبيه وقيامه مقامه لأنه وسائر الأئمة عليهم السلام في مؤهلات تولي الأمر في حال صغرهم وكبرهم سواء، ومن هنا يعلم أن نبوة عيسى ويحيى في صغرهما وكونهما صبيين لا يدل على أفضليتهما من غيرهما من الأنبياء لأن نبوتهما في حال الصغر ليس لأنهما استأهلا لذلك، وغيرهما ممن صار نبيا بعد ما بلغ أشده لم يستأهل لذلك في حال الصغر. بل ربما ذلك كان لحكمة ومصلحة اقتضت ذلك فيهما، وتلك في غيرها فبقاء النبي في القوم أربعين سنة، وظهور صدقه وأمانته، ومكارم أخلاقه في الناس ربما كان هو المصلحة الموجبة لتأخر بعثه ومأموريته للدعوة إلى الله تعالى كما ربما يكون ذلك لحصول الاستعداد اللازم في الناس لقبول الإسلام وغير ذلك من المصالح التي لا يعلمها إلا الله. والراسخون في العلم " والله أعلم حيث يجعل رسالته " (1).
البحث الثالث:
في اختلاف مستويات الأئمة عليهم السلام في الإيمان والعلم والأخلاق قال السائل المحترم زاد الله في سداده ورشاده: كيف يمكننا درء الشبهة القائلة باختلاف مستويات الأئمة (ع) إيمانا وعلما وأخلاقا، وذلك باعتبار ما يرويه لنا التاريخ من سيرهم؟
أقول: إن كان المراد من المستويات، مقومات الأهلية للإمامة وتولية الإمامة والزعامة والقيادة، فكل واحد منهم عليهم السلام واجد لتلك .