الأمة من الضلالة والاختلاف).
ولا يخفى عليك أن الأحاديث في عصمة النبي والإمام كثيرة جدا والأحاديث المذكورة وإن لم تدل على عصمة النبي إلا أنه بعد الدلالة على عصمة الإمام تدل على عصمة النبي بالطريق الأولى، وإنما استشهدنا بهذه الأحاديث لتواترها وشهرتها بين الفريقين ومن أراد أكثر من ذلك فليراجع الموسوعات والجوامع كالكافي والبحار.
وقد ثبت بالأدلة العقلية والنقلية عصمة النبي والإمام عن جميع المعاصي عمدا وخطأ وسهوا، وعن السهو والنسيان فيما يؤل إلى تبليغ أحكام الله تعالى وشئون الرسالة والإمامة، وأما العصمة عن الخطأ والنسيان والسهو في الأمور العادية وترك الأولى لغير نبينا والأئمة عليهم السلام من الأنبياء الماضين فغير ثابتة بل ربما يستظهر من بعض الآيات والأحاديث صدور هذه الأمور من بعضهم، وهذا وإن كان قابلا للتأويل إلا أنه ليس في البحث عنه كثير فائدة لأن مثل ذلك غير مضر بشؤون رسالاتهم ومقاماتهم العلية. الثابتة، وليس من الأمور الاعتقادية التي تجب معرفتها فيكفينا الاعتقاد في ذلك إن قيل بوجوب الاعتقاد فيه بما هو الواقع. نعم لما قلنا إن العصمة هي أعلى مراتب حضور العبد عند مولاه ونورانية نفسانية ملكوتية تذهب بكل الظلام، وتشرق كل وجود صاحبها فلا شك أن لهذه النورانية مراتب درجات أعلاها ما حصل للنبي والأئمة عليهم السلام، وأدناها ما يصون الشخص عن المعاصي عمدا وسهوا وعن الاشتباه والسهو والنسيان في أمر الرسالة وشئونها، فعلى هذا يمكن أن يوجد في عظماء الأنبياء نورانية وعناية