رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١١٨
إنا لله وإنا إليه راجعون (1) وقال: ألا وإلى الله تصير الأمور (2) ولو فرض لسلوكه وسيره ورجوعه هذا انتهاء فلا دخل لطول حياته العنصرية وقصرها فيه ولا يخفى عليك: أنا وإن عجزنا عن درك حقيقة هذا الشأن، والعلوم التي تفاض على الإمام إلا أنه لا وجه لاستبعاد مثل هذا الشأن لهم وكم لهم من الشؤون بل لغيرهم مما لا ندرك حقيقته ولكن نعرفه بآثاره ونلمسه بعينه.
إذا فلا دخل لتولي الإمام وعدمه في العلم الذي يزداد الإمام حتى يشكل الحكم بأفضلية الإمام علي عليه السلام على الإمام الجواد عليه السلام.
نعم في العلوم المشار إليها بقوله سبحانه: وعلم آدم الأسماء كلها (3).
وفيما هو من مؤهلات الإمامة، الأئمة عليهم السلام سواء لا يتفاوت علمهم هذا بعد توليه الإمامة عن قبلها ولا يزدادون فيه بتوليهم وعلى هذا يدفع توهم الإشكال في أفضلية الإمام علي عليه السلام من الإمام الجواد عليه السلام لتوليه الإمامة في صغر سنه لعدم ثبوت فضيلة له على سائر الأئمة بذلك.
ومسألة تولي الإمامة أمر نظامي يرجع إلى الحكم والإدارة، لا تنحصر شؤون الإمامة فيه، والإمام صاحب هذه الشؤون قبل الإمامة .

(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست