دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٨٢
وقمرا منيرا) (١). وقوله تعالى: ﴿الذي جعل لكم الأرض فراشا﴾ (٢).
وبالنسبة للدليل الثاني يدلل بقوله تعالى: ﴿أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ﴾ (٣). وقوله تعالى: ﴿فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق﴾ (٤). وقوله تعالى: ﴿أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت﴾ (5).
وهنا، قد يحلو لبعض الدارسين، أن يفسر موقف ابن رشد هذا، على أنه يسلكه في عداد الحشوية، الذين - كما تقدم - يحصرون استدلالهم على وجود المبدأ الأول بالنقل، أي بالآيات القرآنية.
ولكن هذا الرأي، مجانب للصواب، وذلك:
أولا: كيف يجوز أن نسلك ابن رشد في عداد الحشوية، في حين نراه يشن عليهم في كتابه (الكشف) وغيره حربا فكرية شعواء وينتقدهم انتقادا مرا (6).
ثانيا: إن ابن رشد كفيلسوف، يستحيل عليه أن يجعل مقياسه للحقيقة قبلياته الفكرية ومعتقداته، بل هو ملزم باتباع الدليل العقلي والبرهان المنطقي، في مجال غربلة الحقائق لاستخراج صحيحها من فاسدها.

(١) الفرقان ٦١.
(٢) البقرة ٢٢.
(٣) الأعراف ١٨٥.
(٤) الطارق ٦.
(٥) الغاشية ١٧.
(6) راجع الكشف عن مناهج الأدلة 153 وما بعدها وصفحة 198 وما بعدها كما يراجع فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الإتصال 24 وما بعدها.
(٨٢)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»