دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٩٥
المبحث الأول مذهب المصادفة وقد ذهب أتباع هذا المذهب، إلى إنكار وجود علة من أي نوع لهذا الكون، وزعموا أنه إنما وجد بطريق المصادفة والاتفاق.
وإذا سألناهم عن كيفية حصول مثل هذه المصادفة، التي وجد الكون على أساس منها، لأجابوا: بأن ملايين الذرات، التي لا نهاية لها، تحركت في فضاء لا نهاية له، وزمان لا نهاية له أيضا، بلا قصد وبلا غاية، ثم التحمت مع بعضها البعض، في كتلة عظيمة هائلة، اصطدمت بالشمس عندما اقتربت فتفتتت نتيجة لهذا الاصطدام، فتكونت الأرض وبقية الأجرام والكواكب في هذا النظام الشمسي، على الصورة التي نراها ونحسها.
ويرقى منطق التصادفيين هذا، إلى أقدم عصور الفكر الإنساني، حتى يتصل بالعصر اليوناني، منتسبا إلى أبيقور (342 - 270 ق. م)، وبعض السابقين عليه من فلاسفة اليونان ممن كان يقول بأن العالم وجد من العماء.
موقف ونقد:
ومنطق المصادفة والاتفاق هذا، وإن كان يدعو إلى السخرية والاستهزاء، لأنه يرفض مبدأ العلية، وهو مسلمة لم يختلف عليها اثنان من أرباب الفكر،
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 92 93 95 96 97 98 99 101 ... » »»