دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٦٨
ونحن لو راجعنا سياق هذه الآية، لوجدنا أنه كله وارد في تأكيد ذلك التمدح منه تعالى لذاته حيث كان ما سبق عليها وهو ما يقرب من عشر آيات بصدد ذلك منها قوله سبحانه:
﴿بديع السماوات والأرض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير﴾ (1).
وأما الروايات، فقد وردت متضافرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام تحيل رؤيته سبحانه، وتشن حملة لا هوادة فيها على الآراء الضالة المضلة، التي تجيز تلك الرؤية، وتكشف زيفها وبطلانها.
منها: ما رواه الكليني (2) في الكافي بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين، هل رأيت ربك حين عبدته؟
فقال: ويلك، ما كنت أعبد ربا لم أره. قال: وكيف رأيته؟ قال: لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان.
ومنها: ما رواه الكليني أيضا في الكافي (3)، بسنده إلى الإمام الباقر عليه السلام حين سأله أحد أصحابه عن الرؤية فقال له: أوهام القلوب أدق من أبصار العيون. أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها، ولا تدركها ببصرك. وأوهام القلوب لا تدركه. فكيف أبصار العيون.

(١) الأنعام ١٠١ - 103.
(2) الجزء 1 كتاب التوحيد 98.
(3) نفس المصدر 99.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»