من تحته كأطيط الرحل الحديد، وإنه ليفضل من كل جانب أربع أصابع (١) وقد استدل المجسمة على أن لله عرشا يجلس عليه بآيات. أهمها قوله تعالى ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ (2).
حيث فهموا من الاستواء في الآية ما هو المتعارف من جلوس الملوك على عروشهم.
تفنيد وإيضاح:
والواقع أنه ليس المراد بالعرش، هذا الكرسي الفخم، المرصع بالجواهر واليواقيت، المتعارف للحكام والملوك، بل المراد به عالم الخلق والأمر، وتدبير شؤون الكون وليس المراد بالاستواء الجلوس، بل المراد بالاستواء الاستيلاء على كل ذلك.
وقد ورد الاستواء بمعنى الاستيلاء في كلام العرب. من ذلك قول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق * * * من غير سيف ودم مهراق قالوا: استوى فلان على العرش، يريدون ملك، وإن لم يقعد على السرير البتة، ونحوه قولك: يد فلان مبسوطة، ويد فلان مغلولة بمعنى أنه جواد أو بخيل حتى أن من لم يبسط يده بالنوال قط أو لم تكن له يد رأسا قيل فيه يده مبسوطة لمساواته عندهم قولهم هو جواد (3).