دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٦٣
ومنها: ما يسمى بحديث التجلي، وقد ورد بطرق عدة (1) نقتصر منها على طريقين فقط.
الأول: محمد بن بيان عن شيخه الحسن بن كثير، عن أحمد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله (ص) يا أبا بكر إن الله يتجلى للخلائق عامة ويتجلى لك خاصة (2).
الثاني: عن أبي داود سليمان بن عمرو، عن هشام بن حسان، عن الحسن عن عبد الله قال:
قال رسول الله (ص) إذا كان يوم القيامة، يأمر الله عز وجل، فينصب لإبراهيم خليل الله منبر، وينصب لي منبر ولك يا أبا بكر منبر. فيتجلى الرب جل جلاله مرة في وجه إبراهيم ضاحكا، ومرة في وجهي ضاحكا، ومرة في وجهك ضاحكا. ثم قرأ: أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذي آمنوا أبو بكر (3).
نقاش وتفنيد:
ومن الواضح، حتى لو أغمضنا عن متن الحديث الذي رواه كل من البخاري ومسلم، مع ما فيه من الخرافات والسخافات، التي توجب القطع بعدم صدوره عن النبي (ص)، وإنما هو من الموضوعات والمفتريات عليه (ص). حتى لو أغمضنا عن كل ذلك، فإن في ضعف سنده ما يكفي لطرحه وعدم قبوله.

(1) لقد أحصى تلك الطرق الإمام شرف الدين في كتيبه (حول الرؤية) فراجع 80 وما بعدها.
(2) راجع شجرة العقول للوليد الزوزني.
(3) نفس المصدر.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»