دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٣٦
المبحث الأول الأدلة العقلية على أن الله واحد وجودا لقد ثبت أن الله سبحانه، واجب الوجود بذاته، هو خالق الكون والحياة والإنسان. ونفس تصورنا لموجود واجب بذاته، يوجب انصراف أذهاننا إلى تعينه بنحو يمنع من وقوع الشركة فيه. إلا أنه لا بد لنا مع ذلك، من إقامة البرهان على هذا التعيين، في واحد، وأنه لا شريك له أبدا.
وقد أقام فلاسفة الإسلام ومتكلموه، البراهين الكثيرة على ذلك، نقتصر على ذكر أهمها.
الدليل الأول: لقد تقدم معنا، عند عرضنا للأدلة العقلية على وجود الله سبحانه، ان الموجود لا يخلو أمره عن أن يكون أحد اثنين:
أما ممكن الوجود، أو واجب الوجود.
وبينا أن واجب الوجود، ينحصر في الله. فيكون كل ما عدا الله ممكنا.
وإذا تم هذا، ففرض وجود شريك لله، معناه فرض وجود فردين من واجب الوجود. وحينئذ، لا بد من وجود ميزة لأحدهما على الآخر، لتصدق الإثنينية. وإلا، لو كانا متطابقين من جميع الجهات، لما صدق التعدد.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»