دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٣٢
وعيسى ﴿ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم﴾ (١).
وهكذا كان الإسلام أبدا، دين التوحيد.
ولكن هذا التوحيد، الذي هو ركيزة الإسلام، دين الله، حرفته الأهواء والنزعات، بما في ذلك الديانات التي تدعي انتسابها إلى السماء.
فلو أخذ اليهودية مثلا، كدين، متمثلة في نبيها الأول إبراهيم، ومن أتى بعده من أنبياء قبل موسى، لوجدنا انها ديانة توحيد ﴿ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون﴾ (2).
ولكن اليهود، انحرفوا بعقيدة التوحيد هذه بعد إبراهيم، والأنبياء من بعده، حتى بعث موسى إلى بني إسرائيل، ليقوم بعملية تصحيحية لهذا الانحراف.
ثم انحرف اليهود عن العقيدة الصحيحة مرة أخرى، عندما حرفوا هذا التوحيد وشوهوه بما أدخلوا فيه من أساطير. فجعلوا إلها خاصا لبني إسرائيل، وحدوه، ولكنهم جعلوه إلها قوميا، ينصرهم على اتباع الآلهة الآخرين، وذلك فوق ما افتروا على إله إسرائيل ذاته، فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه

(١٣٢)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»