المبحث الثاني وحدة الذات الإلهية ونقصد بوحدة الذات الإلهية، بساطتها، واستحالة كونها مركبة بأي نحو من أنحاء التركيب. سواء كان عقليا، كتركب الذات من جنس وفصل. أو خارجيا، كتركبها من المادة والصورة.
ويمكن الاستدلال على استحالة تركب الذات الإلهية بأي نحو من أنحاء التركيب بأمور:
الأول: إن المركب، مفتقر في وجوده إلى كل جزء من أجزائه، بحيث لو تخلف جزء واحد فقط عن الانضمام إلى باقي الأجزاء لما وجدت ذات المركب، والفقر والحاجة نقص ينزه عنه واجب الوجود، لأنه الغني المطلق.
الثاني: إن الذات الإلهية، لو كانت مركبة من أجزاء لاحتاجت في تركبها والتأليف بينها إلى مركب ومؤلف، وبالتالي لاحتاج الوجود التركيبي المزعوم للذات الإلهية، إلى موجد، وهو خلاف فرض الله واجب الوجود لذاته وبذاته.
الثالث: إن الذات الإلهية، لو كانت مركبة من أجزاء لم يخل أمر هذه الأجزاء عن إحدى ثلاث حالات.