خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢٦٧
عصمة الأنبياء اتفق الجميع على لزوم عصمة الأنبياء في أداء الرسالة وتبليغها.
واختلفوا فيما عدا ذلك، والأقوال هي:
١ - العصمة في التبليغ وأداء الرسالة فقط.
٢ - العصمة عن صدور المعصية مطلقا كبيرة كانت أو صغيرة، عمدا كان صدورها أو سهوا، وفي جميع السلوك تبليغا وغيره. وهو قول الإمامية.
٣ - العصمة عن صدور المعصية الكبيرة، عمدا كان صدورها أو سهوا.
ذلك أن صدور الصغيرة - في رأيهم - لا يخل بالعصمة. وهو قول المعتزلة.
٤ - العصمة عن صدور المعصية كبيرة وصغيرة عمدا. أي أن صدور المعصية سهوا لا ينافي العصمة. وهو قول الأشاعرة.
وكما اختلفوا في مدى شمول مفهوم العصمة سعة وضيقا - كما رأينا - اختلفوا في أمدها على قولين، هما:
١ - العصمة مدة التبليغ وأداء الرسالة فقط، وهو قول أهل السنة.
جاء في ﴿الفرق بين الفرق﴾ (1): وقالوا (يعني أهل السنة) بعصمة الأنبياء عن الذنوب، وتأولوا ما روي عنهم من زلاتهم على أنها كانت قبل النبوة.
2 - العصمة من الولادة حتى آخر العمر. وهو قول الإمامية. قال العلامة الحلي (2): انه (يعني النبي) معصوم من أول عمره إلى آخره، لعدم انقياد القلوب إلى طاعة من عهد منه في سالف عمره أنواع المعاصي: الكبائر والصغائر وما تنفر النفس منه.

(١) ص ٣٤٣.
(2) الباب الحادي عشر 63.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»