خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ١٩٢
قديمة يلزم منه صيرورة القديم محلا للحوادث.
وإذا ثبت قدمها، لزم منه تعدد القدماء، وهو محال، لأنه يتنافى والوحدانية.
وفي توحيد الصدوق (1): عن الحسين بن خالد: قال: سمعت الرضا علي بن موسى (ع) يقول: لم يزل الله تبارك وتعالى عليما قادرا حيا سميعا بصيرا.
فقلت له: يا ابن رسول الله إن قوما يقولون: إنه عز وجل لم يزل عالما بعلم وقادرا بقدرة وحيا بحياة وقديما بقدم وسميعا بسمع وبصيرا ببصر.
فقال (ع): من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى، وليس من ولايتنا على شئ.
ثم قال (ع):
لم يزل الله عز وجل عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.
والإمام الرضا (ع) يشير بقوله: (ليس من ولايتنا على شئ) إلى ما أشير اليه في حديث أبان بن عثمان الأحمر: قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) أخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا؟
قال: نعم.
فقلت له: ان رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول: ان الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادرا بقدرة.
فغضب (ع)، ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شئ، ان الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة (2).
وعرف قولهم هذا بأنه قول المعتزلة.

(١) ص ١٤٠.
(2). م ن 144.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»