خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ١٩١
وأهم الأقوال في المسألة قولان، هما:
أ - قول الحكماء والمتكلمين غير الأشاعرة:
وفحواه: ان الصفة والذات متحدتان في الحقيقة والخارج، ومتغايرتان في الاعتبار والذهن.
وبتعبير آخر:
متحدتان مصداقا، متغيرتان مفهوما.
ومن هنا قالوا: الصفة عين الذات، والذات عين الصفة، ويعنون بهذا وحدتهما في المصداق.
فهو تعالى:
عالم لذاته، قادر لذاته.. والخ.
وما يتصور من التغاير بين الذات والصفة، أو زيادة الصفة على الذات في مثل قولنا: (الله عالم) فإنه في الاعتبار والذهن، لا في الحقيقة والخارج.
واستدلوا لذلك:
1 - انه تعالى واجب الوجود - كما تقدم -.
ووجوب الوجود يقتضي الاستغناء عن كل شئ.
فلا يفتقر في كونه عالما إلى صفة العلم، وكونه قادرا إلى صفة القدرة، لأن هذه المعاني (العلم) و (القدرة) و (الخ) مغايرة لذاته قطعا.
ومن البديهي: أن كل محتاج إلى غيره ممكن... هذا خلف.
2 - ان صفاته تعالى صفات كمال.
فلو قلنا:
هو عالم بعلم، وقادر بقدرة - كما يقول الأشعري - لزم ان يكون ناقصا لذاته لاحتياجه إلى العلم والقدرة، مستكملا بغيره، وهو باطل بالاتفاق.
3 - ان الله تعالى قديم، وصفة القديم لا بد أن تكون قديمة، لأنه متى لم تكن
(١٩١)
مفاتيح البحث: مدرسة الأشاعرة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»