خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ١٩٤
منه ان يكون مفهوم العلم ومفهوم القدرة واحدا، وهو ضروري البطلان.
وبثبوت بطلانه تثبت صحة رأينا.
والموازنة بين القولين تسلمنا إلى التالي:
1 - تقدير الأشاعرة بان الصفة ليست هي الذات ولا هي غير الذات أمر لا يعقل ولا يتصور ذهنيا.
وما لا يتصور لا يمكن الحكم عليه، لأنه لا بد من أن يسبق التصديق بالتصور.
2 - ان دليل الأشاعرة الأول لا يفيد - كما يقول الإيجي (1) - إلا زيادة هذا المفهوم على مفهوم الذات.
وأما زيادة ما صدق عليه هذا المفهوم على حقيقة الذات فلا. نعم.
لو تصورا بحقيقتهما وأمكن حمل أحدهما دون الآخر حصل المطلوب.
ولكن انى ذلك؟.
3 - ان الدليل الثاني للأشعرية ينسق على دليلهم الأول تقريرا وايرادا.
4 - رد الإيجي دليل الحكماء الأول بقوله: ان العالمية عندنا ليست أمرا وراء قيام العلم به، فيحكم عليه بأنها واجبة (2 وهو - كما ترى - لم يزد فيه إلا ترديد المدعي.
5 - ورد الإيجي دليل الحكماء الثاني بقوله: ان أردتم باستكماله بالغير ثبوت صفة الكمال فهو جائز عندنا، وهو المتنازع فيه، وان أردتم غيره فصوروه وبينوا لزومه (3).

(1) انظر: المواقف 280.
(2) المواقف 280.
(3) م. ن.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 199 201 ... » »»