خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ١٨٧
القدر المتيقن من الحجية.
3 - مرحلة البناء العلمي:
وكانت هذه في العصر العباسي.
على أن الصحابة أنفسهم لم يكونوا على مستوى واحد من حيث الوثاقة والمعرفة.
والوثيقة التي خلفها لنا الامام أمير المؤمنين في الاعتماد على نقلة الحديث من الصحابة، ورسم فيها المنهج الذي ينبغي أن يتبع في الأخذ عنهم هي خير ما يعتمد عليه ويستند اليه ويلتزم به.
وهي:
قال له سليم بن قيس: إني سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد يتحدثون بأشياء من تفسير القرآن والأحاديث والروايات عن رسول الله (ص)، ثم سمعت منك تصديق ذلك ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن والأحاديث والروايات عن رسول الله (ص) يخالفونها فيكذب الناس متعمدين، ويفسرون القرآن بآرائهم.
فقال أمير المؤمنين (ع): قد سألت فافهم الجواب، إن في أيدي الناس حقا وباطلا وصدقا وكذبا وناسخا ومنسوخا وعاما وخاصا ومحكما ومتشابها وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله (ص) في حياته كذبا كثيرا حتى قام خطيبا فقال: (أيها الناس قد كثر علي الكذابة، فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار)، وكذلك كذب عليه بعده.
إنما أتاك بالحديث أربعة ليس لهم خامس:
1 - رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالاسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله (ص) متعمدا.
ولو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: قد صحب رسول الله (ص) ورآه وسمع منه، فأخذوا منه وهم لا يعرفون حاله.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»