حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٩٦
الطبري ما ليس فيه، إلا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئا، وإنما اعتمدت عليه من بين المؤرخين إذ هو الإمام المتقن حقا، الجامع علما وصحة اعتقاد وصدقا (1).
هذا مع أن هذه الأحداث خاصة قد اقتصر فيها الطبري على رواية سيف الذي عرف بالكذب والوضع والزندقة!!
- وقال ابن خلدون، بعد ذكر موقعة الجمل: هذا أمر الجمل ملخصا من كتاب أبي جعفر الطبري، اعتمدناه للوثوق به، لسلامته من الأهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره (2).
هذا مع أن الطبري لم يوثق ما رواه، بل ذكر اسم الراوي لتعرفه الناس فتصدق روايته إن كان صدوقا، وتردها إن كان معروفا بالكذب واتباع الهوى. وموقعة الجمل قد رواها الطبري عن سيف بن عمر!
- وقال ابن خلدون أيضا بعد أن فرغ من الكلام في أمر الخلافة وأخبارها: هذا آخر الكلام في الخلافة الإسلامية وما كان فيها من الردة والفتوحات والحروب ثم الاتفاق والجماعة، أوردتها ملخصة عيونها ومجامعها من كتاب محمد بن جرير الطبري، فإنه أوثق ما رأيناه في ذلك، وأبعد عن المطاعن والشبه في كبار الأمة من خيارها وعدولها من الصحابة والتابعين، فكثيرا ما يوجد في كلام المؤرخين أخبار فيها مطاعن وشبه في حقهم أكثرها من أهل الأهواء، فلا ينبغي أن تسود بها الصحف (3).

(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 99 100 101 102 ... » »»