حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ١٠٠
- وعمار، حين أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه (1)، وجعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم للفرقة المحقة إذا افترق الناس، جاء خصومه فاتهموه باتباع الشيطان وركوب الفتنة، فجاء التاريخ يصدق خصومه ويكذب فيه السنة الشريفة.
- ولما كان علي هو العنوان المستهدف من قبل خصومه المتغلبين، كان هو وفئته عرضة لجور التاريخ على الدوام، قد حالف التاريخ خصومه على الدوام يلملم لهم الأعذار من هنا وهناك، ناسيا أن السنة الشريفة قد ثبتت أحكامها، بأن حب علي فرقان بين الإيمان والنفاق، ومعاداة علي معاداة لله ورسوله، وحرب علي حرب لله ورسوله!!
فقد عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عهدا: " لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق " (2).
وقال فيه: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (3).
وقال فيه وفي أهل بيته: " أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم " (4).
وهكذا رسمت السنة مسارا، وسلك التاريخ مسارا آخر!!
فما لنا لا ننظر إلى السنة الثابتة في محاكمة التاريخ؟
وإذا كان التاريخ قد كتب في أجواء صعبة أرغمته على متابعة المتغلب دائما والإعراض عن أخبار الثقات من خصومه فقط، بل حتى عن السنة

(١) صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة - باب ٢٠ ح ٣٥٣٣.
(٢) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - ح / ١٣١، سنن الترمذي ٥ ح / ٣٧٣٦، سنن ابن ماجة ١:
٤٢
/ ١١٤.
(٣) مسند أحمد ١: ١١٩، ١٥٢، و ٤: ٢٨١، ٣٧٠، ٣٧٢، سنن ابن ماجة ١: ٤٣ ح ١١٦.
(٤) مسند أحمد ٢: ٤٤٢، سنن الترمذي ٥: ٦٩٩ / ٣٨٧، سنن ابن ماجة: ١: ٥٢ ح / 145.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»