حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٩٣
يقول فيهما معا: إني اتهمهما في بني هاشم..
قال معمر: كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي، فسألته عنهما يوما، فقال: ما تصنع بهما وبحديثهما؟ الله أعلم بهما! إني لأتهمهما في بني هاشم (1).
وروى الزهري أيضا حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن السيدة عائشة في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قالت: فخرج ويد له على الفضل بن العباس ويد أخرى على رجل آخر، وهو يخط برجليه في الأرض.
قال عبيد الله: فحدثت فيه عبد الله بن عباس، فقال: أتدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ هو علي بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب لها نفس بخير (2).
المشهد الثالث:
إن عروة بن الزبير كان من أول من صنف في المغازي والسير..
فإذا كان ذلك هو نصيب علي في مغازي الزهري، فكيف هو في مغازي عروة؟
لقد تجاوزت مغازي عروة نصيب علي إلى نصيب غيره من بني هاشم!
فقد حدث يزيد بن رومان عن عروة وهو يروي قصة مهاجرة الحبشة وحديث النجاشي معهم، فقال فيه: إنما كان يكلم النجاشي عثمان بن عفان (3)!.

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 64.
(2) المصنف / عبد الرزاق 5: 429 - 430.
(3) نقله ابن إسحاق في سيرته: 217 - 218 ثم رد عليه فقال: وليس كذلك، إنما كان يكلمه جعفر بن أبي طالب.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 89 90 91 92 93 94 95 96 97 99 ... » »»