حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٩٩
بين التاريخ والسنة الشريفة الأنصار، رفعت السنة الشريفة منزلتهم، فقال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق " (1).
وقال فيهم: " آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار " (2).
وأخبرت السنة الشريفة أن بغض الأنصار سيظهر عند قوم عن قريب، ولهؤلاء القوم غلبة، فسوف يستأثرون على الأنصار ويحبسون عنهم حقوقهم ويصرفونهم عن مكانتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار:
" ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " (3).
فلما ظهر هؤلاء القوم وتغلبوا على الأمور وأبعدوا الأنصار واستأثروا عليهم، جاء التاريخ فاستأثر على الأنصار وحالف خصومهم، ناسيا أن حب الأنصار آية الإيمان، وبغضهم آية النفاق..
- وهكذا كان مع أبي ذر..
وقفت السنة الشريفة إلى جنبه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر " (4). لكن حين كذبه الحاكمون كذبه التاريخ، وحالف خصومه يصنع لهم الأعذار ولو على ألسن الكذابين.

(١) صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة - باب ٣٤ ح / ٣٥٧٢.
(٢) صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة - باب ٣٤ ح / ٣٥٧٣.
(٣) صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة - باب ٣٨ ح / ٣٥٨١ - ٣٥ ٨٣.
(٤) سنن الترمذي ٥ ح / ٣٨٠١، ٣٨٠٢، سنن ابن ماجة ١ ح / 156.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 99 100 101 102 103 104 ... » »»