حكم الأرجل في الوضوء - السيد علي الميلاني - الصفحة ٥٧
حتى نقلوا عنه أنه كان يسبه ويلعنه!! ذكره ابن حجر فيمن تكلم فيه فذكر قداح ابن عدي وابن حبان فيه لأجل كونه ناصبيا داعيا إلى مذهبه (1). وقال بترجمته: حكى الأزدي في الضعفاء إن حريز بن عثمان روى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أراد أن يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب، فحل حزام البغلة ليقع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الأزدي: من كانت هذه حاله لا يروى عنه.
قال ابن حجر: وقال ابن عدي: قال يحيى بن صالح الوحاظي: أملى علي حريز ابن عثمان عن عبد الرحمان بن ميسرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديثا في تنقيص علي بن أبي طالب لا يصلح ذكره، حديث مفتعل منكر جدا، لا يروي مثله من يتقي الله. قال الوحاظي:
فلما حدثني بذلك قمت عنه وتركته.
قال ابن حجر: وقال غنجار: قيل ليحيى بن صالح: لم لم تكتب عن حريز؟
قال: كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين، فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة (2).
وأما " عبد الرحمان بن ميسرة " فقد عرفته بترجمة حريز. وهذا كاف.
نتيجة البحث:
لقد ذكرنا أهم أخبار وجوب الغسل، ونظرنا في أسانيدها، ووجدناها - بعد غض النظر عن عدم دلالة بعضها على الغسل -:
أنها غير معتبرة سندا.
وأنها - على فرض الاعتبار - أخبار آحاد، فإن أصحها عندهم حديث عبد الله بن عمرو - أو ابن عمر - وهو خبر واحد قطعا وهو أصح ما اشتمل على الوعيد بقوله:
" ويل... ". وأصح ما جاء في صفة وضوء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ما يرويه عمرو بن يحيى عن أبيه عن جده عن عبد الله بن زيد المازني، وما يرويه: حمران عن عثمان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...
وكلاهما خبر واحد كما لا يخفى.

(١) مقدمة فتح الباري / ٣٩٣.
(٢) تهذيب التهذيب ٢ / 207.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»