و " خالد بن مخلد " ذكره ابن حجر فيمن تكلم فيه (1). وعن أحمد: له أحاديث مناكير، وعن ابن سعد: كان متشيعا منكر الحديث، وعن أبي أحمد: لا يحتج به، وذكره الساجي والعقيلي في الضعفاء، وعن أبي حاتم: له أحاديث مناكير، وقال الجوزجاني:
كان شتاما معلنا لسوء مذهبه (2).
وقد أورده الذهبي في ميزانه وذكر هذه الكلمات وغيرها، ثم نقل حديثا أخرجه البخاري عن طريقه فقال: " فهذا حديث غريب جدا، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد... " (3).
ثم إن لفظ الحديث أخيرا: " أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم... " ببناء " سمع " للمفعول، فمن السامع؟
هذا، ولا يخفى أن حديث عبد الله بن زيد ينتهي - في غالب طرقه إلى: " عمرو ابن يحيى عن أبيه " بل إن الأحاديث التي أخرجها البخاري في الباب 135 والباب 136 من أبواب الوضوء هي كلها كذلك، فراجعه إن شئت.
ثم إن أباه - وهو: يحيى بن عمارة بن أبي حسن (4) - يروي الحديث عند البخاري تارة عن " عبد الله بن زيد " بلا واسطة، كما في الحديث رقم 158، 191، وأخرى بواسطة، فتارة الواسطة " رجل " فيقول "... عن أبيه أن رجلا قال لعبد الله بن زيد - وهو جد عمرو بن يحيى -... " كما في الحديث رقم 180 وأخرى يقول: "... عن أبيه: شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن... " وثالثة يقول: "... عن أبيه قال: كان عمي يكثر من الوضوء، قال لعبد الله بن زيد... " كما في الحديث 193.
وهذا ربما يورث الشك في أصل الحديث، ولذا فقد وقع الشراح والرجاليون في اختلاف واضطراب شديدين. فلاحظ.
هذا كله بالنسبة إلى سند الحديث. ولو تنزلنا فإن حديث عبد الله بن زيد معارض، كما تقدم وسنشير فيما بعد.