قيل له: توضأ لنا وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدعا بإناء فأكفأ منها على يديه فغسلهما ثلاثا...
ثم غسل رجليه إلى الكعبين. ثم قال: هكذا وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وحدثني القاسم بن زكريا، حدثنا خالد بن مخلد، عن سليمان - هو ابن بلال - عن عمرو بن يحيى. بهذا الإسناد نحوه. ولم يذكر الكعبين ".
قال: " حدثنا هارون بن معروف. ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وأبو الطاهر، قالوا: حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن حبان بن واسع حدثه أن أباه حدثه أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) توضأ... " (1).
النظر في سند الحديث:
أقول: لا شئ من هذه الأسانيد بصحيح:
فإن " عمرو بن يحيى بن عمارة " قال ابن معين: ليس بالقوي (2) وذكره ابن حجر فيمن تكلم فيه (3). وأورده الذهبي في ميزانه لأجل كلام ابن معين (4).
و " خالد بن عبد الله " ضعفه ابن عبد البر (5).
و " عمرو بن الحارث " قال أبو داود عن أحمد - وهو يتكلم عن المصريين -:
" ليس فيهم مثل الليث، لا عمرو ولا غيره، وقد كان عمرو عندي... (6) ثم رأيت له مناكير. وقال في موضع آخر: يروي عن قتادة أشياء يضطرب فيها ويخطئ " (7) وذكره الذهبي وأضاف: " وقال الأثرم أيضا عن أبي عبد الله: إنه حمل على عمرو بن الحارث حملا شديدا " (8).