حكم الأرجل في الوضوء - السيد علي الميلاني - الصفحة ٤
راجعت كتبهم وجدت رواياتهم تنادي بوجود الاختلاف بين الصحابة، في زمن عمر، وعثمان، وعلي... ففي خبر أخرجه مسلم أن عثمان توضأ ثم قال: " إن ناسا يتحدثون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحاديث لا أدري ما هي " (1).
وفي آخر - أخرجه أبو داود - أنه توضأ ثم قال: " أين السائلون عن الوضوء؟
هكذا رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوضأ " (2).
وفي ثالث: أنه توضأ ثم " استشهد ناسا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ثم قال:
الحمد لله الذي وافقتموني على هذا " (3).
بل جاء في خبر: " عن أبي مالك الدمشقي قال: حدثت أن عثمان بن عفان اختلف في خلافته في الوضوء... " (4) وأخرجوا عن ابن عباس قال: " دخل علي علي بيتي، فدعا بوضوء فقال: يا ابن عباس، ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت: بلى... " (5).
وفي حديث آخر: أنه توضأ بالكوفة ثم قال: " من أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذا طهوره " (6).
ومن هنا جاء في المنار: " إن القول بكل من الغسل والمسح مروي عن السلف من الصحابة والتابعين، ولكن العمل بالغسل أعم وأكثر، وهو الذي غلب واستمر " (7).
إلا أن غير واحد من أعلام القوم حاول إنكار القول بالمسح أو بغير الغسل من أحد منهم، وجعلوا القول بالمسح بدعة وضلالة:
قال ابن كثير: " ومن أوجب من الشيعة مسحهما كما يمسح الخف فقد ضل وأضل، وكذا من جوز مسحهما وجوز غسلهما فقد أخطأ أيضا. ومن نقل عن أبي جعفر ابن جرير أنه أوجب غسلهما للأحاديث وأوجب مسحهما للآية فلم يحقق مذهبه " (8).

(١) كنز العمال ٩ / ٤٢٣.
(٢) نفس المصدر ٩ / ٤٤٠.
(٣) نفس المصدر ٩ / ٤٤١.
(٤) نفس المصدر ٩ / ٤٤٣.
(٥) نفس المصدر ٩ / ٤٥٩.
(٦) نفس المصدر ٩ / ٤٦٠.
(٧) المنار ٦ / ٢٣٤.
(٨) تفسير القرآن العظيم 2 / 25.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»