ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٧٩
كانت عائشة من المؤلبين على قتل عثمان، وربما كانت من أبرزهم، وهي أول من رفعت شعار الفتنة على قتله، وذلك بعد ما جاءته هي وحفصة تطالبانه بإرثهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد ما ردهما ذلك الرد القاطع بقوله: إذا كان أبواكما قد ورثا فاطمة (عليها السلام) فإني أورثكما، وإنما افتريا على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كذبا بقولهما: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إننا معاشر الأنبياء لا نورث وإن ما تركناه صدقة، وحرما فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ميراثها من أبيها، وبعد خروجهما من داره رفعت عائشة علم الثورة على عثمان بقولها وقد أبرزت قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا قميص رسول الله لم يبل وعثمان أبلى سنة رسول الله وبدل وغير، اقتلوا نعثلا فقد كفر. شبهته بأحد منافقي يهود المدينة حينذاك، وكان اسمه نعثل. كما أن عمرو بن العاص هيج الناس من جانب آخر.
وبعد أن لقحت الفتنة وتيقنها من إشعال نارها، وأن عثمان حوصر في داره بالمدينة خرجت وحفدتها إلى مكة، تنتظر النتيجة، وبعد اشتداد الفتنة ومقتل عثمان بسوء أعماله، وانتخب الإمام أمير المؤمنين للخلافة بصورة إجماعية، بعد امتناعه
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست