ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٧٧
فقال: ولم لا نمن عليك بمن لو كان منك قلامة منه مننتنا به؟
ونحن لحمه ودمه ومنه، وما أنت إلا حشية من حشايا تسع، خلفن بعده، لست بأبيضهن لونا، ولا بأحسنهن وجها، ولا بأرشحهن عرقا، ولا بأنضرهن ورقا، ولا بأطهرهن أصلا، صرت تأمرين فتطاعين، وتدعين فتجابين، وما مثلك إلا كما قال أخو بني فهر:
مننت على قومي فأبدوا عداوة * فقلت لهم: كفوا العداوة والشكرا ففيه رضا من مثلكم لصديقكم * وأحجى بكم أن تجمعوا البغي والكفرا ثم نهض ابن عباس وأتى الإمام فأخبره بمقالتها، وما رد عليها، فقال (عليه السلام): " أما إني كنت أعلم بك حيث بعثتك ".
استمرت الحرب من الزوال إلى الغروب، وقيل استمرت ثلاثة أيام، وعلى كل حال فقد بلغ عدد القتلى خمسة وعشرين ألف قتيل: ستة آلاف من أصحاب الإمام، والباقون من أصحاب الجمل، وأما الأيدي والأرجل التي قطعت فقد بلغ
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست