تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ٢ - الصفحة ٩٦
تدعي كتب الشيعة نزول مصحف على فاطمة عليها السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تقول إحدى روايات الكافي عن مصحف فاطمة :... إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه، فقال: إذا أحسست بذلك، وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين رضي الله عنه يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا... أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون.
أقول: المستفاد من هذا الحديث: أن ملكا كان يسلي فاطمة عليها السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحدثها، والذي يختص بالأنبياء هو نزول كتاب الله وكلام الله إليه وبعثه بالرسالة ليبلغها إلى الناس، وقد صرح عليه السلام في ذيل الحديث: أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون.
وقال في ص ٥٩٠:
تقول: إن مصحفهم يفوق المصحف في حجمه، ويخالفه في مادته. فهل معنى هذا أن كتاب الله أقل من مصحف فاطمة عليها السلام، وأن مصحف فاطمة أكمل وأوفى من كتاب الله الذي أنزله الله: ﴿تبينا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين﴾ (1)، وجعله دستورا ومنهاج حياة للأمة إلى أن تقوم الساعة ؟ وهل الأمة محتاجة إلى كتاب آخر غير كتاب الله ليكمل دينها؟

(١) النحل ١٦: 89.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»