تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
وجاءت عندهم عدة روايات تذكر بأن عليا عليه السلام يقول: لو تمكنت من الأمر لحكمت لكل طائفة بكتابها، فمن هذه الروايات: زعمهم أن عليا عليه السلام قال: لو ثنيت لي وسادة، أو لو ثنى الناس لي وسادة كما ثني لابن صوحان لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة.. ولحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل..
ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور.. ولحكمت بين أهل الفرقان بالفرقان.
نقد هذه المقالة:
بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم إلى جميع الثقلين، وختم به النبوات، ونسخ برسالته سائر الرسالات: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ (1)، ولو كان موسى وعيسى حيين لكانا من أتباعه صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا نزل عيسى عليه السلام إلى الأرض فإنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقد نسخ الله سبحانه بكاتبه الكتب السماوية كلها.
أقول: المسماة بالتوراة الموجودة في أيدي اليهود ليست هي التوراة النازلة على موسى عليه السلام، وكذا الأناجيل الموجودة في أيدي النصارى ليس منها الإنجيل النازل على عيسى عليه السلام، وكذا سائر الكتب السماوية النازلة على الأنبياء السالفة عليهم السلام.
وليس كل ما في التوراة التي نزلت على موسى وليست اليوم في أيدي اليهود، وكذا الإنجيل وسائر الكتب السماوية النازلة على الأنبياء قبل الإسلام، ليس كلما فيها منسوخا بالقرآن، بل فيها أحكام مطابقة للقرآن.
والمراد بقول علي عليه السلام: لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم... الخ: أن

(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»