أقول:
أما مقبل الوادعي فلا أعرفه، وما أدري لماذا نقل عبارة الميزان بواسطته.
و (الميزان) هو: ميزان الاعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي، والعبارة موجودة فيه ج 3 / 124.
لكن في العبر للحافظ الذهبي، أثنى على الشريف المرتضى، ولم يتعرض لكتاب نهج البلاغة، فقال فيمن توفي سنة 436 ه: والشريف المرتضى نقيب الطالبيين وشيخ الشيعة ورئيسهم بالعراق، أبو طالب: علي بن الحسين بن موسى الحسيني الموسوي، وله 81 سنة، وكان إماما في التشيعة والكلام والشعر والبلاغة، كثير التصانيف متبحرا في فنون العلم. أخذ عن الشيخ المفيد، وروى الحديث عن سهل الديباجي الكذاب، وولي النقابة بعده ابن أخيه عدنان ابن الشريف الرضي (1).
وفي سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي أيضا، ترجم له فقال: هو جامع كتاب نهج البلاغة ثم قال: وقيل: بل جمع أخيه الشريف الرضي فعلق عليه الناشرون له : وهذا هو المشهور (2).
وهذه الاضطرابات في التشكيكات تكشف عن أن الغاية منها ليس إلا تضعيف الكتاب بكل وسيلة، وليس إلا لأنهم منزعجون من الخطبة الشقشقية.. ولذا تراه يقول في الميزان موضحا علة الجزم بكون الكتاب مكذوبا: ففيه السب الصراح... ويقول في سير أعلام النبلاء: المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل، وفيه حق، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها.