تشييد المراجعات و تفنيد المكابرات - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ٦٨
لينظر كل من أصحاب المذاهب الأربعة إلى شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كنظر بعضهم إلى بعض. أي: فكما يرى الشافعية أن مذهب الحنفية مذهب من مذاهب المسلمين، ويرى الحنفية المالكية كذلك... وهكذا... فلينظروا إلى مذهب شيعة آل محمد كذلك، فإذا نظروا إليهم بهذه النظرة، وكانت المذاهب كلها من دين الاسلام اجتمع شمل المسلمين وانتظم عقد اجماعهم، لأنه حين يرى شيعة آل محمد أن أرباب المذاهب الأربعة ينظرون إليهم كنظر بعضهم إلى بعض، فإنهم أيضا سينظرون إليهم بتلك النظرة.
وقد أوضح السيد - رحمه الله - مقصوده من النظر في عباراته اللاحقة فقال فيها:
فإذا جاز أن تكون المذاهب أربعة، فلماذا لا يجوز أن تكون خمسة؟!.
وتلخص: أن تحقق المهمة ليس موقوفا على عدول أحد الجانبين إلى الآخر، بل يكفي لتحققها قبول أهل السنة لأن تكون المذاهب خمسة.
وحينئذ، فلو تباحث في هذا الظرف شيعي وسني على أصل من الأصول، أو فرع من الفروع ، فاقتنع أحدهم بما يقوله الآخر وانتقل إلى مذهبه، كان كانتقال الحنفي إلى الشافعية أو بالعكس، وهكذا... وما أكثره في تراجم الرجال وكتب السير (1).

(١) ومن أطرف ما رأيته في الباب ما ذكره الذهبي، وأنقله بنصه:
محمد بن حمد بن خلف أبو بكر البندنيجي حنفش، الفقيه، تحنبل ثم تحنف ثم تشفع.
فلذا لقب حنفش.
ولد سنة ٤٥٣ وسمع الصيريفيني وابن النقور وأبا علي بن البناء، وتلا عليه.
وعنه: السمعاني، وابن عساكر، وابن سكينة.
قال أحمد بن صالح الختلي: كان يتهاون بالشرائع، ويعطل، ويستخف بالحديث وأهله ويلعنهم.
وقال السمعاني: كان يخل بالصلوات.
توفي سنة ٥٣٨ ميزان الاعتدال ٣ / ٥٢٨.
أقول: كأن هذا الفقيه!! علم أنه لن يفلح بالعمل بمذهب ابن حنبل فالتجأ إلى مذهب أبي حنيفة، ثم إلى مذهب الشافعي، فلم ير شيئا من هذه المذاهب بمبرئ للذمة، ولم يجد فيها ضالته، وهو يحسب أن لا مذهب سواها! فخرج عن الدين وضل!!
أما التهاون والإخلال بالصلوات... فهو موجود في أئمتهم في الفقه والحديث... نكتفي بذكر واحد منهم، وهو: الشيخ زاهر بن طاهر النيسابوري الشحامي المستملي - المتوفى سنة ٥٥٣ ه‍ - الموصوف في كلمات القوم بالشيخ العالم، المحدث، المفيد، المعمر، مسند خراسان!! الشاهد! العمدة في مجلس الحكم!! والذي حدث عنه - في خلق كثير - غير واحد من أئمتهم كأبي موسى المديني، والسمعاني، وابن عساكر... فقد ذكروا بترجمته أنه كان يخل بالصلاة إخلالا ظاهرا، حتى أن أخاه منعه من الخروج إلى أصبهان لئلا يفتضح، لكنه سافر إلى هناك وظهر الأمر كما قال أخوه، وعرف أهل أصبهان ذلك، فترك الرواية عنه غير واحد من الحفاظ تورعا، وكابر وتجاسر آخرون كما قال الذهبي.
ومن هنا ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٦٤، بل أدرجه في الضعفاء ١ / ٢٣٦، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤٧٠، وراجع ترجمته أيضا في سير أعلام النبلاء ٢٠ / 9 ، والعبر 2 / 445.
وقال الذهبي بترجمة أخيه المشار إليه: أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي، أخو زاهر... كان خيرا متواضعا متعبدا لا كأخيه.
وهل ينفعه - بعد شهادة السمعاني والذهبي وغيرهم - الاعتذار له بشئ من المعاذير؟!
ولو شئت أن أذكر المزيد لذكرت!!
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المؤلف 5
2 مقدمة المراجعات والكلام حولها 7
3 تمهيد 9
4 شخصية السيد شرف الدين 10
5 أشهر مؤلفاته 11
6 كلامه في مقدمة المراجعات 12
7 النقاط الأساسية في مقدمته 13
8 إهداء كتاب المراجعات 17
9 رجاؤه من القراء 17
10 هل للمراجعات أصل؟ 19
11 ما هو السبب في تأخير نشرها؟ 26
12 السبيل لتوحيد المسلمين هو الرجوع إلى الكتاب والسنة والبحث والتحقيق على ضوئهما 31
13 موجز الكلام على حديث: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي 33
14 مقدمات قبل الورد في تشييد المراجعات 39
15 - التشيع مذهب له أصوله وقواعده، والشيعة الاثنا عشرية إنما يستدلون على الآخرين بما هو حجة عليهم 41
16 - يكفي لصحة الاستدلال أن لا يكون المورد معرضا عنه من جمهور علماء الطرف الآخر 42
17 وإلا فما سلم من الجرح حتى مثل البخاري ومسلم 43
18 إنه ينبغي أنى يتفقد حال العقائد واختلافها بالنسبة إلى الجارح والمجروح، وأن الجوزجاني وأمثاله إنما يجرحون الرواة على أساس العقائد 46
19 إن التشيع لا يضر بالوثاقة عندهم كما نص عليه ابن حجر العسقلاني، ومع ذلك فإن بعضهم كابن حزم وابن الجوزي وابن تيمية والذهبي يتكلمون في الرجل لأجل التشيع وإن كان صحابيا، مع أنهم مقدوحون عند علمائهم 48
20 المبحث الأول في إمامة المذهب المراجعة - 4 الأدلة الشرعية تفرض مذهب أهل البيت في الأصول والفروع 57
21 هل كان أئمة المذاهب الأربعة يخالفون أهل البيت ويسيرون على غير مذهبهم؟ 58
22 في أن مالك بن أنس حملت به أمه ثلاث سنين! 61
23 لا دليل للجمهور على رجحان مذاهبهم، وما الذي ارتج باب الاجتهاد؟ وما هو الطريق للم شعث المسلمين 63
24 المراجعة - 6 الإشارة إلى بعض الأدلة التي تفرض مذهب أهل البيت 71
25 كلمات أمير المؤمنين في أن الله جعلهم قدوة 71
26 بحث حول نهج البلاغة والخطبة الشقشقية 73
27 تخرج تلك الكلمات عن كبار أئمة الجمهور كأحمد بن حنبل والطبراني المتقدمين على الشريف الرضي 80
28 خطبة للامام الحسن عليه السلام - وفيها فرض مذهب أهل البيت - واعتراف أئمتهم بصحة سند الخطبة 87
29 الامام علي بن الحسين السجاد أيضا يفرضه 90
30 المراجعة - 8 بيان ما أشير إليه مما يفرض مذهب أهل البيت من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم 92
31 حديث الثقلين من ألفاظ عن عدة من الاعلام 93
32 من الاعلام الذين نصوا على صحته 97
33 تواتره سندا ودلالته على المطلوب باعترافهم 98
34 في أحد أسانيده (زيد بن الحسن الأنماطي) لكن المناقشة في وثاقته مردودة 101
35 صدور الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خمسة مواطن منها في حجرته في مرضه 105
36 حديث السفينة لفظه ورواته من الصحابة 113
37 من رواته من كبار الأئمة الاعلام 114
38 من اعتراف منهم بصحته وقوته 114
39 ليس في كثير من أسانيده من تكلم فيه أصلا 120
40 الكلام حول (المفضل بن صالح) 122
41 الكلام حول (الحسن بن أبي جعفر الجعفري) و (علي بن زيد بن جدعان) 123
42 الكلام حول (عبد الله بن داهر) و (عبد الله بن لهيعة) 127
43 الكلام حول (حنش الكناني) و (سويد بن سعيد) 129
44 حديث: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف 131
45 المراجعة - 10 أحاديث: من سره أن يحيا حياتي... فليوال عليا من بعدي... 134
46 تحقيق أسانيد هذه الأحاديث بالتفصيل، وهنا بحوث وردود على الذهبي والألباني وبعض الكتاب المعاصرين 136
47 المراجعة - 12 حجج الكتاب مقدمة، فيها مطالب عديدة، منها الإشارة إلى آيتين استدل بهما الجمهور على فضيلة أبي بكر، والكلام على ذلك باختصار 174
48 من حجج الكتاب: آية التطهير، وهنا فصول: 187
49 الأول: في تعيين النبي صلى الله عليه وآله وسلم - قولا وفعلا - المراد من (أهل البيت) فيها 190
50 من الصحابة الرواية لذلك 190
51 من الأئمة الاعلام الرواة لذلك 191
52 من ألفاظ الأحاديث في ذلك 192
53 ممن نص على صحة الحديث في ذلك 199
54 ما تدل عليه تلك الأحاديث 200
55 الفصل الثاني: في سقوط القولين الآخرين 202
56 ترجمة عكرمة مولى ابن عباس 203
57 ترجمة مقاتل 205
58 ترجمة الضحاك 205
59 الفصل الثالث: في دلالة الآية المباركة على عصمة أهل البيت 206
60 الفصل الرابع: في تناقضات المخالفين تجاه الآية 208
61 كلام ابن تيمية والرد عليه 213
62 نتيجة الاحتجاج بالآية المباركة 227
63 ومن حجج الكتاب: آية المودة. وهنا فصول: 231
64 الأول: في تعيين النبي صلى الله عليه وآله وسلم المراد من (القربى) 234
65 ذكر من رواة من الصحابة والتابعين 235
66 ومن رواته من الأئمة الاعلام 236
67 نصوص الحديث في ذلك 239
68 الفصل الثاني: في تصحيح أسانيد هذه الاخبار 258
69 في أسانيد بعض الاخبار رجال تكلم فيهم من أجل التشيع 262
70 ترجمة (يزيد بن أبي زياد) 262
71 ترجمة (حسين الأشقر) 268
72 ترجمة (قيس بن الربيع) 271
73 ترجمة (حرب بن حسن الطحان) 273
74 الفصل الثالث: في دفع شبهات المخالفين 277
75 1 - سورة الشورى مكية والحسنان إنما ولدا بالمدينة 281
76 2 - الرسول لا يسأل أجرا على الرسالة 285
77 3 - لماذا لم يقل: إلا المودة للقربى؟ 287
78 4 - لمعارضة بحديث رووه عن ابن عباس 289
79 الفصل الرابع: في الأخبار والأقوال أدلة وشواهد أخرى للقول بنزول الآية في أهل البيت 290
80 الرد على الأقوال الأخرى 296
81 دلالة آية سواء كان الاستثناء متصلا أو منقطعا 307
82 الفصل الخامس: في دلالة الآية على الإمامة والولاية، وهي من وجوه: 1 - القرابة النسبية والإمامة 311
83 2 - وجوب المودة يستلزم وجوب الطاعة 321
84 3 - وجوب المحبة المطلقة يستلزم الأفضلية 323
85 4 - وجوب المحبة والإطاعة المطلقة يستلزم العصمة 327
86 دحض الشبهات عن دلالة الآية على الإمامة. وفيه ردود على ابن روزبهان، والتفتازاني، وابن تيمية، والدهلوي، والآلوسي 329
87 نتيجة البحث 340
88 ومن حجج الكتاب: آية المباهلة. وهنا فصول: 342
89 الأول: في نزول الآية في أهل البيت عليهم السلام 344
90 ذكر من رواه من الصحابة والتابعين 344
91 ومن رواته من كبار الأئمة الاعلام 346
92 من نصوص الحديث 349
93 كلمات حول السند 367
94 الفصل الثاني: في قصة المباهلة كما رواها السيد ابن طاووس الحلي 369
95 الفصل الثالث: محاولات يائسة وأكاذيب مذهلة 1 - الاخفاء والتعتيم على أصل الخبر 407
96 2 - الاخفاء والتعتيم على حديث المباهلة 408
97 3 - الاخفاء والتعتيم على اسم علي 413
98 4 - حذف اسم علي وزيادة: (وناس من أصحابه) 415
99 5 - التحريف بزيادة: (عائشة وحفصة) 416
100 6 - التحريف بحذف (فاطمة) وزيادة: (أبي بكر وولده وعمر وولده وعثمان وولده) 416
101 الفصل الرابع: في دلالة آية المباهلة على الإمامة 421
102 استدلال الامام الرضا عليه السلام 423
103 وجوه الاستدلال كما في كلمات علمائنا الاعلام 429
104 الفصل الخامس: في دفع شبهات المخالفين. وفيه ردود على عبد الجبار المعتزلي، وابن تيمية، وأبي حيان، وابن روزبهان، والدهلوي، ومحمد عبده، وغيرهم 436
105 تكميل: في بيان استدلال بعض العلماء بآية المباهلة على أفضيلة أمير المؤمنين من سائر الأنبياء عدا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم 461