من شؤون ولايته، من دون أن يجد في التحدث عن ذلك أي غضاضة!.
ونفس هذا الأمر يؤكد المفهوم المتنزل عن ذلك وهو أن الله جعل بينه وبين خلقه وسائط تدبر شؤون العالم، من دون أن يعني ذلك أن هذه الوسائط تقوم بعمل له سنخ الاستقلالية عن الله جل وعلا، ومن دون أن يكون ذلك تعبيرا عن حاجة الله للإعانة كما قد يوحي البعض غاية ما في الأمر أن الله - وهو الحكيم المتعال - أراد ذلك لمصالح رآها، ففي الوقت الذي عبر القرآن الكريم عن الله بالصورة التالية: ﴿إن ربي على كل شئ حفيظ﴾ (١) وكذا قوله تعالى: (وربك على كل شئ حفيظ) (٢)، غير أن هذه القدرة المطلقة على الحفظ لم تمنع من أن تتحدث بلهجة أخرى لتعطي شأن الحفظ إلى ما أسمتهم بالحفظة وكأنها قد أوكلت جميع الحفظ إليهم حتى تلبسوا باسمه كما في قوله تعالى: ﴿وهو القاهر فوق ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون﴾ (3)، والتوفية المطروحة في الآية