المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٩٦
(حدثنا) مسدد، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، قال:
حدثني عبد الملك، عن طاووس، عن ابن عباس (إلا المودة في القربى) قال: فقال سعيد بن جبير قربى محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا وله فيه قرابة فنزلت عليه " إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم.
أخرجه البخاري في باب أول كتاب المناقب (1 / 496) الجزء / 14

* وفي رواية أمير المؤمنين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين كسبه وفيها أنفقه وعن حبنا أهل البيت " رواه الخاصة والعامة وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضري، يذكر أن حرب بن حسن الطحان حدثهم قال: أخبرنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله: من قرابتنا هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: " علي وفاطمة وابناها عليهم السلام وكذا في " فضائل الصحابة " (٢ / ٦٦٩) الحديث (١١٤١) والطبراني في " الكبير " (٣ / ٣٩) وعنه جماعة المحدثين وقال الإمام فخر الدين الرازي: آل محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين يؤل أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين عليهم السلام كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل. فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا ثبت وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم. ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب فاطمة الزهراء عليها السلام قال صلى الله عليه وسلم: " فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلى الله عليه وسلم إنه كان يحب عليا والحسن والحسين وإذا ثبت ذلك وجب كل الأمة مثله لقوله:
(واتبعوه لعلكم تهتدون) ولقوله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) ولقوله (قل إن كنتم تحبون (الله) فاتبعوني يحببكم الله) ولقوله سبحانه (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (والثاني) إن الدعاء للآل (ع) منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد " وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد عليهم السلام واجب وقال الشافعي:
إن كان رفضا حب آل محمد صلى الله عليه وآله فليشهد الثقلان إني رافضي * " تفسير الكبير " (٢٨ / ١٦٦) وله أيضا.
يا أهل بيت رسول الله حبكم، فرض من الله في القرآن أنزله: كفاكم من عظيم القدر أنكم، من لم يصل عليكم لا صلاة له. رواه الذهبي.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»